- RoMaطـــالــب نشـــيــط
- الجنس : العمر : 32 عدد المشاركات : 201 احترام القوانين :
(•.¸لِمَاذَا يُسْتَصْغَر الْمَرْء مِنَّا شَأْن نَفْسِه وَيَسْتَهِين بِهَا !؟•¯)
الأحد أغسطس 29, 2010 11:49 pm
يُحْكَى عَن الْمُفَكِّر الْفَرَنْسِي ( سَان سِيَمُوْن ) ، أَنَّه عَلِم خَادِمَه أَن يُوْقِظَه كُل صَبَاح فِي فِرَاشِه
وَهُو يَقُوْل
انْهَض سَيِّدِي الْكُونْ .. فَإِن أَمَامَك مَهَام عَظِيْمَة لِتُؤَدَيُّهَا لِلْبَشَرِيَّة !
فَيَسْتَيْقِظ بِهِمَّة وَنَشَاط ، مُمْتَلِئَا بِالْتَّفَاؤُل وَالْأَمَل وَالْحَيَوِيَّة ، مُسْتَشْعِرَا أَهَمِّيَّتِه ،
وَأَهَمِّيَّة وُجُوْدِه لِخِدْمَة الْحَيَاة الَّتِي تَنْتَظِر مِنْه الْكَثِيْر .. وَالْكَثِيْر ! .
الْمُدْهِش أَن ( سَان سِيَمُوْن ) ، لَم يَكُن لَدَيْه عَمِل مَصِيْرِي خَطِيْر لِيُؤَدِّيَه ،
فَقَط الْقِرَاءَة وَالتَّأْلِيْف ،
وَتَبْلِيْغ رِسَالَتَه الَّتِي تَهْدِف إِلَى الْمُنَادَاة بِإِقَامَة حَيَاة شَرِيْفَة قَائِمَة عَلَى أُسُس الْتَّعَاوُن
لَا الْصِّرَاع الْرَّأْسِمَالِي وَالْمَنِافَسَة الْشَّرِسَة .
لَكِنَّه كَان يُؤْمِن بِهدفُه هَذَا ،
وَيُعَد نَفْسِه أَمَل الْحَيَاة كَي تُصْبِح مَكَانا أَجْمَل وَأُرَحِّب وَأَرْوَع لِلْعَيْش
فَلِمَاذَا يُسْتَصْغَر الْمَرْء مِنَّا شَأْن نَفْسِه وَيَسْتَهِين بِهَا !؟
لِمَاذَا لَا نَضَع لِأَنْفُسِنَا أَهْدَافَا فِي الْحَيَاة ، ثُم نُعْلِن لِذَوَاتِنَا وِلِلْعَالِم أَنَّنَا قَادِمُوْن لِنُحَقِّق أَهْدَافِنَا ،
وَنُغَيِّر وَجْه هَذِه الْأَرْض ـ أَو حَتَّى شِبْر مِنْهَا ـ لِلْأَفْضَل .
شُعُور رَائِع ، وَنَشْوَة لَا تُوْصَف تِلْك الَّتِي تَتَمَلَّك الْمَرْء
الَّذِي يُؤْمِن بِدَوْرِه فِي خِدْمَة الْبَشَرِيَّة وَالْتَّأْثِيْر الْإِيْجَابِي فِي الْمُجْتَمَع .
وَلَكِن أَي أَهْدَاف عَظِيْمَة تِلْك الَّتِي تَنْتَظِرُنَا ؟
سُؤَال قَد يَتَرَدَّد فِي ذِهْنِك
وَأُجِيِبُك ـ وَكُلِّي يَقِيْن ـ بِأَن كُل امْرِء مِنَّا يَسْتَطِيْع أَن يَجِد ذَلِك
الْعَمَل الْعَظِيم الْرَّائِع ، الَّذِي يُؤَدِّيه لِلْبَشَرِيَّة .
إِن مُجَرَّد تَعَهَّدَك لِنَفْسِك بِأَن تَكُوْن شَخصا صَالِحَا ،
هُو فِي حَد ذَاتِه عَمَل عَظِيْم .. تَنْتَظِرُه الْبَشَرِيَّة فِي شَوْق وَلَهْفَة .
أَدَائِك لمَهامَك الْوَظِيْفِيَّة ، وَالاجْتِمَاعِيَّة ، وَالْرُّوْحَانِيَّة
عَمَل عَظِيْم ، قُل مَن يُؤَدِّيَه عَلَى أَكْمَل وَجْه .
الْعَالَم لَا يَنْتَظِر مِنْك أَن تَكُوْن أيَنْشَتَين آَخَر ، وَلَا أَدِيْسُوْن جَدِيْد ، وَلَا ابِن حَنْبَل مُعَاصِر .
فَلَعَل جُمْلَة مَهَاراتِك وَمَوَاهِبِك لَا تَسِيْر فِي مَوَاكِب الْمُخْتَرِعِين و عَبَاقِرَة الْعِلْم .
لَكِنَّك أَبَدا لَن تُعْدَم مَوْهِبَة أَو مَيِّزّة تَقَدَّم مِن خِلَالِهَا لِلْبَشَرِيَّة خَدَمَات جَلِيْلَة .
يَلْزَمُك أَن تُقَدَّر قِيْمَة حَيَاتِك ،
وَتَسْتَشْعِر هَدَف وَجُوْدِك عَلَى سَطْح هَذِه الْحَيَاة ،
كَي تَكُوْن رَقْما صَعْبَا فِيْهَا وَإِحْدَى مُعَادَلَات الْحَيَاة أَنَّهَا تَعَامُلِك عَلَى الْأَسَاس الَّذِي ارْتَضَيْتَه لِنَفْسِك ! .فَإِذَا كَانَت نَظْرَتُك لِنَفْسِك أَنَّك عَظِيْم ، نَظْرَة نَابْعَة مِن قُوَّة هَدَفِك وَنُبْلِه .
فسْيُطاوَعك الْعَالَم وَيُرَدِّد وَرَائِك نَشِيْد الْعِزَّة وَالْشُّمُوْخ .
أَمَّا حِيْن تَرَى نَفْسَك نَفَرا لَيْس ذُو قِيَمَة ،
مِثْلُك مِثْل المَلَايِيْن الَّتِي يَعُج بِهِم سَطْح الْأَرْض ،
فَلَا تَلُوْم الْحَيَاة إِذَا وَضَعَتْك صِفْرَا عَلَى الْشِّمَال ، وَلَم تَعْبَأ بِك أَو تَلْتَفِت إِلَيْك .
قُم يَا صَدِيْقِي وَاسْتَيْقَظ ..!
فَإِن أَمَامَك مَهَام جَلِيْلَة كَي تُؤَدِّيَهَا لِلْبَشَرِيَّة
مِما رَاق لِي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى