مهاد المقل في مآقي الألباب

إن الدنيا أمرأة تخلع لباس العفة والوقار لتستحم بدموع عشاقها ومحبيها
وتلهو بقهقة ساخرة عندما تتعطر بدماء قتلاها وضحاياها وتحبذ المزيد
لمناجزتها في هلم الذل والطغيان ولوكان وعلاً في مناياها
من مدحك في
وجودك فقد أذلك وأنصف نفسه منك فأن كان فيك فد عرفته على خلاف ذلك وإن لم
يكن فيك فقد أبهتك بنفاقه وسموك عنه فذلك فعل بين أمرين كمن أعطى الحق
لغيرك في وجودك وحضور أقرب الناس لديك منك وعليك وحواليك فذلك وغد فدواليك
إن كان يفعل مالايريك ويريك ماتريد على غرار أوصاف عقل كلم
أجعل الأشياء ليس كما هي عليه فإن كبتها فمن نفسك تستريح وإن بث بها غيرك فقد جعل نفسك أدنى منها والحق نعتا منك لغيرك ولؤما لسواك
فمنهم
لايتسم بالفصل قد أستحوذ العقر فيه وفاءً من فعله لديك إن كان قيده في
غيرك ولكنه نقص إن كان بقاء حياته معك فذا كان فيك وإن كان مع غيرك لتعاليت
عليه في نفسه فأحذر أستدراج النوى وأسترخاء الوحشة في قربه من غيره على
خلاف رضاك فيه
الأصدقاء مخلوقات لطيفة ألتقيت بها في محطات الحياة
وتلمست بهم العبرة والبقاء والأقرباء دم أقترن بوجودك عزاً وإن تنازلت عن
كبرياء ضرورة وأن لاتجعل قدرك بيدك وتراه في أيدي من لايقدرون قيمة الأشياء
وأن تجعل ذكرك حلماً قد أحتضر بين ساعديك ولكن لم تستطع أن تكفنه وإن
تتفوه بعبارة من غير قناعة فيموت الصدق في نفسك وأجمل الأشياء من مبغضيك إن
لاتستوعب مغزى كل كلمة مع أنتهاء قراءتها لابعد نفاذ تلألأها عبر الأثير
.....................................
كريم حسن كريم الدخيل